رياض الصالحين

رياض الصالحين،للإمام أبو زكرياء يحيى بن شرف النووي

 يعتبرُ الكتابُ رياضُ الصّالحِين للإمامِ النَّوويِّ - رحمَه الله - منْ أمتعِ المصنَّفاتِ في الأخبارِ النَّبويةِ، وأنفعِ الكتبِ في الآثارِ المحمَّديةِ، وهو بحقٍّ كتابٌ نفيسٌ، فريدٌ في فنِّه، جليلُ القدْرِ، جَمُّ الفوائدِ، جامعاً للترهيبِ والترغيبِ والزهدِ، اشتملَ على ما يكونُ طريقاً للمؤمنِ إلى الآخرةِ، وما ينبغي للمسلمِ أنْ يتمسكَ بهِ منَ الأقوالِ والأفعالِ وجميلِ الصفاتِ والأخلاقِ، وقدْ انتَقى أحاديثَ هذهِ الرياضِ منْ دواوينِ السنَّةِ المطهَّرةِ، فجمعَ شملَها في كتبٍ وأبوابٍ فأحسنَ ترتيبَها، حيثُ احتلَّ هذا الكتابُ منزلةً عاليةً لدى أهلِ العلمِ وطلّابِه، وقدْ تشرَّفتْ دارُ الغوثانيِّ في طباعتِه طبعةً مميَّزةً جميلة.

يعد هذا الكتاب من أشهر كتب الإمام النووي رحمه الله ، بل هو من أشهر كتب الإسلام ، وأوسعها انتشاراً في العالم ، فقل لا يخلو بيت مسلم من هذا الكتاب، وهو من أنفس الكتب الجامعة للترغيب والترهيب ، ولسائر أنواع آداب الإسلام والمسلمين ، إذ جمع ما يحتاج اليه في سائر الأحوال ، واشتمل على ما ينبغي التخلق به من الأخلاق ، وما ينبغي التمسك به من الأقوال والأفعال فكان بحق رياضاً للصالحين. جمع فيه الامام النووي فيه طائفة من أحاديث الرقائق والزهد وفضائل الأعمال. فالعالم لا يستغني عن الرجوع إليه، و الخطيب جل اعتماده عليه، و المثقف لا يفتر من النظر إليه