التعليقات المرضية على الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية

للإمام زكريا الأنصاري ، تعليق الشيخ موفق عيون، قدم لها عبد الرحمن الشامي

تعد  المقدمة الجزرية للإمام ابن الجزري من أساس علم التجويد حيث نظمها كمقدمة لمنظومته الشهيرة "طيبة النشر في القراءات العشر"، فهي بحق الأساس المتين لعلم التجويد وكيفية القراءة الصحيحة، ونظراً لأهميتها فقد شرحها علماء كثر قديما وحديثا  كلٌ بما عنده ، وكلٌ يكمل الآخر فربما وجد في شرح ما لم يوجد في آخر، فيأتي القارئ على هذه الشروح كلها مكملة بعضها بعضاً فيقطف من ثمارها اليانعة. تميَّزتْ هذهِ التعليقاتُ بأنَّها اعتمدتْ على قواعدَ مُحكَمةٍ، وأصولٍ ثابتةٍ، وركائزَ أصليةٍ للقراءةِ الصحيحةِ والتي لا مدخلَ فيها إلى القياسِ أو الاجتهادِ، فهي بحقٍّ منَ الكتبِ المعتمَدةِ لنقلِ الدِّرايةِ الصحيحةِ، منْ أجلِ أنْ لا يدخلَ الوهمُ والغلَطُ إلى التلاوةِ، كما بيَّنَ ذلكَ الإمامُ مكيُّ بنُ أبي طالبٍ بقوله: «وما نُقِلَ بتلاوةٍ ولم يؤيِّدْهُ نصُّ كتابٍ، فالوَهمُ والغلَطُ ممكنٌ ممَّنْ نقلَه؛ إذْ هو بشَر»، فإذا ما اقترنتْ هذهِ القواعدُ بالقراءةِ مع الضبطِ والإتقانِ على شيوخٍ مهَرةٍ متقِنينَ؛ كانتْ القراءةُ بعيدةً عنِ التحريفِ والخطأ