En continuant d'utiliser ce site, vous acceptez les Conditions générales et notre utilisation des cookies.

      Exegesis of the Quran in Arabic in 14 volumes by Mohammed Rateb al-Nabulsi
      Exegesis of the Quran in Arabic in 14 volumes by Mohammed Rateb al-Nabulsi
      Exegesis of the Quran in Arabic in 14 volumes by Mohammed Rateb al-Nabulsi
      Exegesis of the Quran in Arabic in 14 volumes by Mohammed Rateb al-Nabulsi

      Exegesis of the Quran in Arabic in 14 volumes by Mohammed Rateb al-Nabulsi

      Review (0)
      €200.00
      Tax Included
      Return policy:20livraison sous 3-4 jours ouvrables

      Exegesis of the Koran (Arabic) in 14 volumes by Mohammed Rateb al-Nabulsi

      بسم الله الرحمن الرحيم
      القرآن الكريم كلام الله ومن خلاله نتعرف إليه عن طريق التدبر.
      السماوات والأرض خلق الله ومن خلالها نتعرف إليه عن طريق التفكر.
      والحوادث أفعال الله ومن خلالها نتعرف إليه عن طريق النظر والتأمل.

      Quantity :
      Write your review

      Size Chart Content

        Exegesis of the Koran (Arabic) in 14 volumes by Mohammed Rateb al-Nabulsi


        بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
        المؤلفات - كتاب تفسير النابلسي: تدبر آيات الله في النفس والكون والح ياة: مقدمة كتاب
        2016-05-15

        المقدمة
        الحمد لله الذي امتن على عباده بنبيه المرسل ، وكتابه المنزل ، الذي ل ا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد ، فهو الض ياء والنور والشفاء لما في الصدور.
        أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً ، وجعله نوراً لا يطفأ مصباحه ، وسراجه لا يخبو توقده ، ومنه اجاً لا يضل سالكه ، وفرقاناً لا يخمد بر هانه ، وتبياناً لا تهدم أركانه ، وعزاً لا يهزم أنصاره ، وحقاً لا يخذ أعوانه .
        وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين محمد ، وعلى آله الطي بين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويت ه ، وارض عنا وعنهم يا رب العالمين ، وبعد ...
        فالقرآن هدى وبيان ، وموعظة وبرهان ، ونور وشفاء ، وذكر وبلاغ ، ووعد ج يخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ، و يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، فيه تبيان لكل شيء ، وهو شفاء لما في الصدور .
        وهو مصدر رئيس لمعرفة الله عز وجل ، فالقرآن كلامه ، ومن خلاله نتعرف إلى الله عن طريق التدبر ، والسموات والأرض خلقه ، ومن خلالهما نتعرف إ أفعاله ، ومن خلالها نتعرف إلى الله عن طريق النظر والتأمل.
        أحدنا آلة بالغة التعقيد ، غالية الثمن ، ذات نفع عظيم ، تراه حريصاً حرصاً لا حدود له على اقتناء الكتيب الذي تصدره الجهة الص انعة ، والذي يتضمن طريقة الاستعمال ، وأسلوب الصيانة ، فهو قتناء هذا الكتيب ، وعلى ترجمته وفهمه ، وتنفيذ تعليماته بدقة بالغة ، وهذا نابع من حرصه الشديد على سلامة هذه الآلة ، وعلى رفع مست وى مردودها .
        وهذا الإنسان بجسده يعد أعقد آلة في الكون ف ففي خل medic فهم بنيتها وطريقة عملها أعلم علماء الطب و وفي هذا الإنسان ن renew حاجات والمبادئ ، حيث يعجز عن تحليلها وتفسيرها أعلم علماء النفس ، وفيه عقل يحتوي من المبادئ و والقوى الإدراكية والتحليلية والإبداعية ما أهله ليكون سيد المخلوقات.
        .. ره ومسيره، يبين له فيه الهدف من خلقه والوسائل الفعالة التي تحقق هذا الهدف ؟
        ألا يحتاج هذا المخلوق المكرم إلى كتاب فيه منهج يسير عليه ، ويضبط وي صحح حركاته ونشاطاته من الخلل والعبث ؟
        ألا يحتاج هذا المخلوق البديع في خلقه إلى كتاب فيه مبادئ سلامته ، وس لامة جسده من العطب ، وسلامة نفسه من التردي ، وسلامة عقله من التعطيل والتزوير ؟
        ألا يحتاج هذا المخلوق المكرم إلى كتاب فيه مبادئ سعادته فرداً ومجتم عاً في الدنيا والآخرة ؟..
        إنه القرآن الكريم الذي لا يقل في عظمة إرشاده وتشريعه عن عظمة إيجاد السموات والأرض.. قال تعالى:
        ﴿

        (الأنعام:1)

        و قال أيضاً:
        The َلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾

        (الكهف:1)

        فكلما أن الله يحمد على نعمة إيجاد السموات والأرض ، كذلك يحمد بالقد ر نفسه على نعمة الإرشاد....
        .
        إن العين مهما دقت صنعتها ، ومهما أحكمت أجزاؤها ، ومهما تعددت وظائف ها ، لا تستطيع أن تبصر الأشياء إلا بنور الشمس ، والعقل مهما كبر ورجح ، ومهما تعددت وظائفه ، ومهما دقت محاكمتا يع أن يدرك الحقائق إلا بنور الله.. والقرآن هو نور الله ، قال تعالى:
        ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً﴾

        (النساء: 174)

        المؤمن بنور الله فلن يضل عقله ، ولن تشقى نفسه قال تعا لى:
        ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ك إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾

        (طه: 123)

        وكيف يضل امرؤ يقرأ القرآن ، والقرآن يقدم له تفسيراً صحيحاً لحقيقة الكون والحياة والإنسان ، من عند مكون الأكوان ، وواهب الحياة ، وخالق الإنسان ...
        فالسموات والأرض خلقت بالحق ، وهو الثبات والسمو ، ولم تخلق باطلاً و لا لعباً ، وهما الزوال والعبث .
        والسموات والأرض مسخرة للإنسان ، تسخير تعريف ، وتكريم من أجل أن يؤم ن ويشكر .
        إن الله عز وجل ذكر في كتابه آيات كونية تزيد على ألف وثلاثمئة آية ، و بهذا تحتل آيات الكونيات سدس القرآن ، لتكون هذه الآيات الكونية تعريف اً بالله عز وجل من خلال خلقه .
        إن كل شيء خلقه الله عز وجل – دون استثناء- له مهمتان:
        مهمة كبرى ؛ وهي تعريف الناس بالله.
        ومهمة صغرى ؛ وهي الانتفاع به.
        The لطبيعة من ثروات ، من أشياء جمالية ، من نباتات ، من أزهار ، استفادوا م نها ، ولكن المؤمنين وحدهم استفادوا من الوظيفة الأولى : أنها تعرفنا ب الله عز وجل ، فأينما ذهبت ، وأينما جلست ، وحيثما نظرت فأنت أمام آيات لا تعد ولا تحصى.
        والقرآن الكريم يحث على التفكر في هذه الآيات ، يقول تعالى:
        ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللّ 190 الَّذِينَ يَت ْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَف السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَق ﴾

        ( آل عمران : 190، 191 )

        ويقول عز وجل:
        ﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْ ﴾

        (يونس:101)

        وفي آية أخرى:
        ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّ ﴾

        (يوسف:105)

        الدنيا فهي دار ابتلاء وانقطاع وعمل ، وال آخرة دار جزاء وخلود وتشريف .
        والحياة الدنيا كما وصفها القرآن حياة دنيا ، وليست عليا ، وهي لهو ول عب وزينة خير وأبقى ، وهي دار قرار .
        والله جل وعلا يشهد للإنسان أن هذا القرآن كلامه ، من خلال الأحداث ال تي يقدرها الله له أو عليه ، وعندئذ يشهد القرآن للإنسان أن هذا الذي أ نزل عليه القرآن هو رسول الله ، قال تعالى:
        ﴿ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِع ِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾

        (النساء:166)

        من ذلك – مثلاً- قوله تعالى:
        ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ف َلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُ ﴾

        (النحل:97)

        فإذا آمن الإنسان كما ينبغي ، وعمل صالحاً بصدق وإخلاص ، أذاقه الله ط عم الحياة الطيبة ، من طمأنينة ، واستقرار ، وتيسير ، وتوفيق ، وسعادة ، وحبور ، التي ذاقها مصداقاً لوع د الله ، أن الله جل جلاله شهد له بأن الطيبة من فعله ، وقدّرها له تحقيق لوعده .
        وفي المقابل ، قال تعالى:
        ﴿

        (طه:124)

        فمن أعرض عن ذكر الله – والقرآن هو ذكر الله- وهجره ، وجعله وراءه ظهريا ً ، واستحل محارمه ، ولم يعبأ بأمره ونهيه ، ووعده ووعيده ، وأذاقه الل ه طعم المعيشة الضنك ، من خوف وقلق ، وضيق وشدة وتعسير ، وإحباط وشقاء و ضياع ، عندئذ يشعر من خلال الضنك التي ذاقها مصداقاً لوعيد الله ، أن الله القرآن كلامه ، وأن هذه المعيشة الضنك من فعل الله قدرها عليه تح قيقاً لوعيده .
        والإنسان لم يخلق عبثاً ولن يترك سدى ، وهو على نفسه بصيرة ولو ألقى م عاذيره ؛ المخلوق المكرم الذي خلقه الله في أحسن تقويم ، وكرّمه أعظم تكري م ، وحمل الأمانة التي أشفقت من حملها السموات والأرض ، وأن الإنسان خل ق ضعيفاً ، وخلق عجولاً ، وخلق هلوعاً ، وإذا مسّه الشر جزوعاً ، وإذا م سّه الخير منوعاً ، إلا المصلين ، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى ، ثم يجزاه الجزاء الأوفى ، وهو يفلح ، و أطاع الله ورسوله ، وتزكى وذكر اسم ربه فصلى ، ولا ينفعه يوم لقيامة مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ، وإن الإنسان لفي خسر إلا الذين وعملوا الصالحات ، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
        امرؤ يقرأ القرآن ، والقرآن يبين له أنه لا إله إلا الله وهو غالب على أمره ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، وأنه في السماء إله وفي ال أرض إله ، وأنه إليه يرجع الأمر كله ، وأنه على كل شيء وكيل ، وأنه يحكم لا معقب لحكمه لا يشرك في حكمه أحداً ، وأنه ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ، وأنه ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ، وما يمسك فلا مرسل له م ن بعده ، وأنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
        ومن اهتدى بهدي القرآن لا يضلّ عقله ، ولا تشقى نفسه ، وكيف تشقى نفسه وتحزن ، وقد منحه الله نعمة هي أثمن ما في الحياة النفسية ، ألا وهي نعم ة الأمن ، تلك النعمة التي عزّت على كثير من الناس ، فهو حينما آمن بالل ه وحده ابتعد عن الشرك ، الجلي وال خفيّ ، وحينما ابتعد عن الشرك ابتعد عنه العذاب ال تعالى:
        ﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُع َذَّبِينَ ﴾

        (الشعراء: 213)

        وحينما آمن بالله وحده ، وأن الأمر كله راجع إليه ، حمله إيمانه هذا ع لى طاعته ، وترك الإساءة إلى خلقه ، عندئذ استحق نعمة الأمن ، قال تعالى :
        ﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْ 81 الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ ﴾

        (الأنعام: 81-82 )

        وكيف تشقى نفس قارئ القرآن وتحزن ، وهي تتلو قوله تعالى:
        ﴿ اَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَ هُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾

        (الجاثية: 21)

        النفس أعظم من أن يؤكد لك خالق الكون أنه لن ي ضيّع عليك إيمانك ، ولا عملك الصالح ، وأنه لن تكون حياتك كحياة عامة ا لناس الذين أعرضوا عن ذكر ربهم ، فاجنرحوا السيئات ، وتاهوا في الظلمات ؟
        وكيف تشقى نفس قارئ القرآن وتحزن ، وهي تتلو قوله تعالى:
        ﴿ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَ تَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْز * نُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَ أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ

        (فصلت: 30-32)

        وهل من شعور أشدّ تدميراً للنفس من الخوف ؟ فأنت من خوف المرض في مرض، وأنت من خوف الفقر في فقر ، وتوقع المصيبة م صيبة أكبر منها . وهل من شعور أشدّ رضّاً للنفس من الندم والحزن على ما فات ؟ فحينما يفاجأ الإنسان بدنو الأجل يصعق ويقول : يا حسرتا على ما فرّطت ف جنب الله ، ويا ليتني قدمت لحياتي ، ويا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ً ، وليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً!
        القرآن يطمئن المؤمنين الذين آمنوا بالله ، واستقاموا على أمره ب ألّا خوف عليهم في الدنيا ، لأن الله هو وليهم وناصرهم ، ويدافع عنهم و يهديهم سواء السبيل ، ولا هم يحزنون على فراقها ، لأن المؤمن ينتقل بال موت من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، كما ينتقل الوليد من ضيق الرحم إلى سعة الدنيا .
        وبعد فقد أكرمني ربي جل جلاله بأن أخطب في جامع الشيخ عبد الغني الناب ، في مطلع السبعينات بعد الألف والتسعمئة الميلادي ، حيث عق دت في المسجد – في ذلك الوقت- درساً أسبوعياً في التفسير استجابة لإلحاح إخوة كرام ، غير أني بدأت بتفسير الجزء الثلاثين ، وثنيت بالأجزاء التسعة التي قبله من القرآن الكريم ، ثم فسّرت الأجزاء العش رة الثانية ، و بعدها انتقلت إلى الأجزاء العشرة الأولى ، ووصلت إلى من تصف سورة التوبة في دمشق ، ثم شاء الله أن يكون إتمام تفسير هذه السورة في (مسجد الهادي) في مدينة عمان في المملكة الأردنية اله اشمية ، ليتم بذلك تفسير القرآن الكريم في أربعين وقد سرت في ترتيب السور المفسرة انطلاقاً من قناعتي أن الآيات المكية أولاً تتضمن التعريف بالله واليوم الآخر، والآيات التي نز لت في المدينة تتضمن في مجملها التشريع ، وهنا محل الإشارة إلى أن الإن سان إذا عرف الآمر ثم عرف الأمر تفانى في طاعته ، وإذا عرف الأمر ولم يعرف الآ مر تفنن في معصيته .
        وكنت أبذل جهداً كبيراً في إعداد هذه الدروس ، فكنت أراجع أمهات كتب ا لتفسير ، كتفسير الطبري والقرطبي والرازي وابن كثير والظلال والشعراو التأويل ، وغيرها وأجتهد في فهم الآيات الكونية في الآفاق ، و في خلق الإنسان .... من خلال الموسوعات العلمية العالمية ( الأمريكية ، والتي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية في القاهرة ولا سيما أجزاء الكون ، والأرض ، والطيور ، والأسماك ، وغيرها أجزاء) ي تؤكد في مجموعها أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن .
        إذاً فأصل هذا الكتاب دروس عقدت في رحاب مسجد الشيخ عبد الغني النابل سي بدمشق الشام- فرّج الله عنها وعن جميع بلاد المسلمين- حيث كنت وقتها حريصاً على تسجيل كل الدروس بآلات التسجيل على أشرطة (الكاسيت) المعهود ة آنذاك ، مراعياً حينها المدة الزمنية في إقامة الدرس ، الدروس حينها أني عهدت بعد حين لبعض الإخوة الكرام ب تفريغ تلك الأشرطة لتكون مكتوبة على الورق ، بحيث يطابق النص المسموع ا لنص المقروء ، دون زيادة أو نقصان ، واستمر العمل على هذا النحو زمناً طويلاً ، يمر فيه التسجيل الصوتي على الإخوة النساخ فينسخونه كما يسمع ون The فقد كانوا يكتبون ما يسمعون حرفياً ، ولم يكن همهم إلا ذلك ، رغبة في ال صورة صادقة عن الصوت المسجل الم سموع، حتى إن الأساليب المتبعة في تلك الدروس كانت تنقل إلى الورق كما هي وقد كانت تلك الأسا المختلفة التي كانت المساجد تعج بها ، وهي شرائح م ن المجتمع تحتاج إلى نوع من اللغة المبسّطة يقرب معاني الآيات من أفهام هم جميعاً ، وقدر الإمكان ، ما يستدعي الإطناب حيناً ، والإيجاز حيناً ، و الاست طراد حيناً آخر ، واستعمال بعض العاميات ، وإلقاء مما هو من خصائص الدرس المسموع الذي يختلف عن خصائص وأساليب لدرس المقروء .
        من هنا كان لا بد من تنقيح تلك النصوص وتحريرها ، إضافة إلى ضرورة تخر يج الأحاديث الواردة وتصحيحها .
        كما لم يكن بدّ من مراجعة الأرقام والإحصائيات وبعض المسائل العلمية ، التي وردت في تلك الدروس ، وهي إحصائيات ابتعدت عن زمن إحصائها قرابة ربع قرن من الزمان، فلا تعجب إن رأيت فرقاً بين ما تسمع وما تقرأ!
        ولما وجدت نفسي أمام سفر عظيم الحجم كهذا ، ولا يسعني القيام بكل ما ي لزمه التفسير المطبوع من جهد بعد أن شغلتني الشواغل ودهت الأمة الدّوا هي! ، فقد رأيت أن أدفعه إلى ثلة من طلبة العلم ساروا على منهج عملهم هذا .
        النص ئيسية المراد شرحها قبل تفسيرها ، ومن ثم تخريجها ، فإن كان لها أوجه م ن القراءات نسبوها بعد مراجعتها من مظانها من كتب القراءات .
        وأما الأحاديث فقد قاموا بذكر مخرجها ، وراويها ، وتشكيلها .
        وأما الأقوال والآثار فلطالما وظفتها في سياقاتها المناسبة ؛ the الدرس ، ولا غايته ، فكان عمل الفريق عَزو جمي ع الأقوال والآثار المستشهد بها من المصادر الأصلية ، وما لم يقفوا من ه على قائل صدّروه بلفظ : قيل ، أو قال بعضهم.
        المسائل الفقهية ، وإحالة الآراء التف سيرية المذكورة في الدروس إلى مواضعها وقائليها .
        أما صياغة النص فإنّ الدرس العام يخاطب عادة شرائح متعددة مراعاتها، غير أنّ هذا يختلف عن الكتابة ، فكان لزاماً أن تعاد صياغة ب قريبة من القارئ كقرب المسموع من السامع .
        الفريق إعادة سبك بعض الجمل ، واختيار أحسن الألفاظ ل ها ، وقاموا بتنسيق الأفكار تقديماً وتأخيراً وزيادة وحذفاً ورصفها ب علامات الترقيم المساعدة للقارئ على فهم النص إضافة إلى تشكيل الكلمات التي يلزم تشكيلها ، وضبط الغريب (إشكال ما يشكل) فقد تكفّل بمراجعتها إخوة كرام مختصون بالدراسات العلمية من طب وهندسة وعلوم ط بيعية وتاريخية وجغرافية وغير ذلك .
        الآيات والأحاديث والقصص والمسائل العلمية التي تن اسب عادة مجالس العلم إذ يستدعي مجلس السماع التكرار لتوضيح معنى آية أو أحديث ، وتكرار الشواهد من أحاديث وآثار وقصص والاستطراد وذلك لاخت لاف المجلس واختلاف السامعين وتغيرهم وتجددهم ، فقد قام لآيات عند تكررها بين كل فقرة وفقرة ، وكذلك تجميع كل الأفكار المتفرقة بين الملفات التي تدور في فلك واح د؛ وجمعها في أول موضع وردت فيه ، حتى تنزل تلك الفكرة في موضعها المناسب ، وقد تعرض أحياناً بأسلوب أحسن مما سبق أو بألفاظ أجود فيتم التنسيق بين تلك النصوص ، واختيار التفسير للمكان الأكثر ملاءمة ، وما كان في م لفات مختصراً وفي غيرها موسّعّاً جعل الموسّع المختصر إن اقتضى أمر ، ولا سيما في موضع الإعجاز العلمي ، بعض القصص والشواهد التي تناسب كثيراً من الآيات ، ولكن بعضها أولى بهذا المكان مثلاً من غ يرها .
        ومع هذا فقد أثبت الفريق بعض المكررات ؛ The ا بد من التكرار ولكن بجعلها بعيدة بعضها عن بعض ، وقدر الإمكان ، بحيث لا يشعر القارئ بتكرارها .
        وأما الاستطرادات فهناك مواضع تضطرك إليها لتفسير آيات كلياً أو جزئ ياً في غير محلها ، فكان لا بد من نقلها إلى مظانها ، وأحياناً تشبع الآ ية تفسيراً في غير موضعها ، وهي في موضعها مختصرة ، فكان لا بد من التنس يق بين النصين ، مع حذف المكرر منها .
        تفضل الله عليّ من خلال الدروس التي كنت ألقيها في جامع النابل سي لأربعين عاماً خلت بتفسير كامل للقرآن الكريم وقد سميته : تدبر آيات الله في النفس والكون والحياة ..
        من قناعتي أنه لا يعدو كونه تدبراً لآيات الله الكونية والت كوينية والقرآنية . ومما اعتنيت به في هذا التفسير:
        1. الإسقاطات الواقعية ، مجتهداً في إسقاط معاني الآيات القرآنية على واقع المسلمين اليوم ، انطلاقاً من أن القرآن الكريم منهج حياة ، وكون الآيات القرآنية ترتبط بسبب نزول ، أو حادثة معينة ، لا يعني تقييدها بالسبب أو الحادثة ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
        2. العناية بالآيات التي تتحدث عن خلق الإنسان والكون والتي تزيد على ألف آية وتفسيرها تفسيراً علمياً ، انطل اقاً من قناعتي بأن التفكر أوس ع باب وأقصر طريق نصل من خلاله إلى الله ، لأنه يضعنا وجهاً لوجه أمام ع ظمة الله .
        3. القصص الواقعية سواء من التاريخ أو من الواقع المعاصر ، وكذلك ا أن القصة حقيقة مع البرهان عليها ، والمثل يرسخ المعنى ويثبته ، وينقله من فكرة مجردة إلى صورة مزينة ، ولا يخفى أن ذكر القصص وضرب الأمثال أسلوبان قرآنيان جليّان في كتاب الله .
        وبعد كل ما سبق فإني أشكر الله تعالى أولاً وآخراً إذ تفضل عليّ بإنجا زي هذا العمل كاملاً معداً للطباعة قبل مغادرتي للدنيا ، كما أشكر كل م ن قام بنقل الدروس الصوتية إلى نصوص مقروءة ، ومن قام بالمراجعة والتص حيح والتدقيق والتنقيح على مدى الله ليكافئهم عني ، وإني إذ أعمهم بالشكر فإني أخص منهم بالذكر:
        - الدكتور بلال نور الدين المشرف والمنسق لأعمالي العلميّة عامة ولهذ ا التفسير خاصة.
        - الدكتور عبد الرحمن حرش أستاذ التفسير في جامعة إسطنبول شهير والمتا بع والمدقّق لهذا الكتاب .
        فجزى الله عني الأستاذين العزيزين خير الجزاء ...
        ولا أنسى فريق العمل الذي عمل مع الأستاذين الكريمين ، فإذا كانوا جن وداً مجهولين فهم عند الله معلومين ، وما ضرهم أن قراء لا يعرفونهم إ ذا كان الله يعلمهم.
        - وكذلك فإنني أشكر لدار الهدى والرشاد بدمشق جهدها وصبرها .
        - ولمؤسسة الفرسان للنشر والتوزيع بعمان اهتمامها وإتقانها ، حيث تول ّت تنسيق وإخراج وطباعة الكتاب .
        أ و نقص ، إن وقع شيء من ذلك وتبين لنا ، فإننا سوف نعالجه في الطبعة القا دمة بإذن الله ، وأنا أطلب من الإخوة القراء أن يقدموا لي الملحوظات القيّمة ، والنقد الموضوعي البناء انطلاقاً من قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
        (أحبّ ما أهدى إليّ أصحابي عيوبي)

        علماً بأنه ما من أحد أصغر من أن ينقد ، وما من أحد أكبر من أن ينقد إلا صاحب القبة الخضراء صلى الله عليه وسلم لصة لوجه الله بأقل أجراً من الذي يسديها ، فهما في الأجر سواء ، وقد تم ّ تخصيص بريد إلكت روني خاص لاستقبال ملاحظاتكم حول هذا التفسير nabulsitafser@gmail.com
        ولا يسعني في نهاية المطاف إلا أن أدعو وأقول:
        جزى الله عنا سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة ل لعالمين ، بشيراً ونذيراً خير ما جزى نبياً عن أمته ...وجزى عنا صحابته ال الطيبين الطاهرين ، الهادين المهديين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، ما هم أهله ...
        وجزى عنا والدينا ومشايخنا ومن علمنا ومن له حق علينا خير الجزاء ...
        أولادي ذكوراً وإناثاً خير الجزاء ، فقد أخذت من الو قت الذي ينبغي أن يكون لهم .. وقتاً لتحضير دروس هذا التفسير ..
        محمد راتب النابلسي
        الإثنين الأول من ربيع ثاني عام 1437ه

        الموافق 11/01/2016 م

        لأرب عين عاما خلت بتفسير كامل للقرآن الكريم وقد سميته:
        تدبر آيات الله في النفس والكون والحياة انطلاقا من قناعتي أنه لا يع دو كونه تدبرا لآيات الله الكونية والتكوينية والقرآنية.

        ومما اعتنيت به في هذا التفسير:

        1- الاسقاطات الواقعية:

        الإسقاطات الواقعية، مجتهدا في إسقاط معاني الآيات القرآنية على واق ع المسلمين اليوم، إنطلاقا من أن القرآن الكريم منهج حياة، وكون بعض ا لآيات القرآنية ترتبط بسبب نزول، أو حادثة معينة، لايعني أبدا تقييدها بالسبب أو الحادثة، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
        2- العناية بالآيات التي تتحدث عن الكون:

        the أوسع باب وأقصر طريق نصل من خلاله إلى الله، لأنه يضعنا وجها لوجه أمام عظمة الل ه.
        3- ذكر القصص الواقعية:

        القصص الواقعية سواء من التاريخ أو من الواقع المعاصر، وكذلك الا في توضيح معاني الآيات القرآنية، ذلك أن القصة حقيقة مع والمثل يرسخ المعنى ويثبته، وينقله من فكرة مجردة إلى صورة مزينة، ولا يخفى أن ذكر القصص وضرب الأمثال أسلوبان قرآنيان جليان في كتاب الله.
        محمد راتب النابلسي
        عمان 9-4-1437 هـ
        19-01-2016


        طباعة الكتاب:

        تمت طباعة موسوعة تفسير النابلسي المسمَّاة ( تدبر آيات الله في النفس الكون والحياة) للدكتور محمد راتب يراً لكامل القرآن الكريم.
        أربعين عاماً من فضيلة الشيخ، ثم ع مل عليه فريق علمي بإشراف فضيلته لمدة خمس سنوات، ليصبح اليوم بين أيدي الإخوة القراء.
        الكتاب صدر عن مؤسسة الفرسان للنشر والتوزيع في الأردن، عمان، وسيوز ع بعونه تعالى في كثير من البلاد العربية والإسلامية.

        ويمكن الحصول على موسوعة التفسير عن طريق شرائه المباشر ودفع قيمته ب النت من مؤسسة توزيع جمالون-اضغط هنا- ويتم توصيله لعنوان المرسل مباش رة
        والحمد لله رب العالمين

        ALFURSAN GROUPE
        9789957640057

        Data sheet

        Reliure
        Hardcover
        Auteurs
        Mohamed Ratib Nabalsy
        Langues
        Arabe - العربــــــــية
        *YEAR
        2016
        SUPPORT: -
        Livre
        THEME : -
        Le Saint CORAN
        Éditions
        Al Fursan
        Condition : -
        New
        Volume Number: -
        14

        Specific References

        No customer reviews for the moment.

        Write your review
        Exegesis of the Quran in Arabic in 14 volumes by Mohammed Rateb al-Nabulsi

        Customers who bought this product also bought:

        Exegesis of the Koran (Arabic) in 14 volumes by Mohammed Rateb al-Nabulsi

        Exegesis of the Quran in Arabic in 14 volumes by Mohammed Rateb al-Nabulsi

        €200.00
        Tax Included
        Return policy:20livraison sous 3-4 jours ouvrables