لا يشك احد أن كل شريعة شرعت للناس فإن أحكامها ترمي إلى مقاصد مرادة لمشرعها الحكيم ؛ إذ قد ثبت بالأدلة القطعية أن الله لا يفعل الأشياء عبثا ؛ فالشرائع كلها وبخاصةٍ شريعة الإسلام جاءت لما فيه صلاح البشر في العاجل والآجل ، أي في حاضر الأمور وعواقبها. والانسان يجد في التكاليف الشرعية ما قد يبدو فيه حرج واضرار للمكلفين وتفويت مصالح عليهم كتحريم شرب الخمر وبيعها، لكن المتدبر إذا أمعن في تلك التشريعات ظهرت له مصالحها في عواقب الامور

وباستقراء الأدلة من القرآن والسنة الصحيحة يتأكد لنا بيقين ان الشريعة الإسلامية منوطة بحكم وعلل , راجعة للصالح العام للمجتمع والأفراد . من أجل ذلك كان من الواجب على الباحث عن معرفة مقاصد الشريعة أن يصرف همه إلى فهم أقوال الشريعة ومدلولاتها لغويًّا وشرعيًّا والبحث عما يعارض الادلة ؛ ليستيقن أن الأدلة سالمة مما يبطل دلالتها , كما أن عليه قياس ما لم يرد حكمه في أقوال الشارع على حكم ما ورد فيه حكمه بعد أن يعرف علل التشريعات الثابتة , وقد جاء هذا الكتاب ليوضح ما هي مقاصد الشريعة وأهميتها, وما هو دور الفقيه في كيفية فهم مقاصد الشريعة , وغيرها مما له تعلق بهذا الموضوع.

Maqâsid ash-Shar’îa Al-Islâmiyya (Les buts de la Loi islamique), de Al shaykh Al-Tahir Ibn Ashur

Ce traité fondamental de l'éminent Shaykh Ibn 'Ashûr a pour sujet les Maqâsid ash-Shar'îah ou Finalités de la Loi sacrée en islam. Il y démontre que la hiérarchisation des décrets et objectifs est la source de toute réforme nécessaire. Si des divergences se font jour sur la manière d'atteindre les objectifs principaux de la shar'îah, ces objectifs mêmes ne font pas divergence. Bien que les contextes historiques obligent à prendre en compte les circonstances d'époque, les buts à atteindre restent identiques. Ainsi, cette science met en avant la dimension immuable du message islamique et sa capacité à s'adapter aux circonstances transitoires de temps.