أثار الزناد الشعبي في شتاء 2011 في عشر دول عربية ، أي نصف الدول الأعضاء في المنظمة القومية العربية ، الذعر الأكبر داخل الطبقات الحاكمة العربية ، وهو خوف أعظم بلا حدود من هجوم مشترك لقوات الناتو ، إسرائيل وإيران ضد الكل العربي ، حيث وقّعتا ، في الواقع ، على نهاية الاستثناء العربي الذي اتسم بإفلاس الدولة الريعية التي قوّضتها طبيعتها التراثية. إن تلازم الانتفاضتين على جانبي العالم العربي (مصر في المشرق ، وتونس في المغرب العربي) ، أظهر ، بترتيب رمزي ، وحدة العالم العربي التي عمل الغربيون على بلقنتها.

إن قطع رأس المحاور الرئيسية للتأثير الغربي على الأراضي العربية ، من خلال التوقيع على رهان الإسلام العربي السني الخاسر على أمريكا ، يجب أن يشجع القادة العرب ، بما يتجاوز ضرورات بقائهم على قيد الحياة ، على أن يضعوا في اعتبارهم حقيقة أن أمن إمداداتهم النفطية وأن العالم العربي ليس لديه نفس النظرة لأمنه مثل الولايات المتحدة ، ناهيك عن أمن إسرائيل.