المختصر في الفتوى بمذهب مالك بن انس

المعروف ب " مختصر خليل" للمؤلف: الشيخ ضياء الدين خليل بن إسحاق الجندي، عني به خالد بن عمر بن عمار العلمي الجزائري

مختصر الشيخ خليل بن إسحاق من أكثر المختصرات الفقهية في المذهب المالكي التي حظيت بقبول وشهرة وإنتشار ، وبخاصة في أنحاء المغرب الاسلامي. حتى صار العمدة في بابه ، والمقدم عند طلابه، وغدا أن يحفظه من بين الأقران متفوقا، ومن يضبطه من بين علماء المذهب مرجعا ومحققا. إذ هو عظيم الجدوى، بليغ الفحوى، مبين لم به الفتوى، او ماهو المرجح الأقوى ، قد جمع الاختصار في شدة الضبط والتهذيب ، وأظهر الإقتدار في حسن المساق والترتيب. وقد قيل أن مؤلفة مكث في تأليفه ٢٥ سنة، ولذلك فإنه سلك فيه مسلكا  بديعا، ونحا فيه منحى رفيعا، فإختصر فيه المعنى الكثير في اللفظ الوجيز وإقتصر على ما به الفتوى فأتى بكل عزيز ، ونبه على كثير من مشكلات المدونة وأتى من غرائب النوازل، وطرق الفتاوى بطرق مستحسنة ، مقتصرا في كل ما أورده على القول المشهور وماعليه الفتوى تدور ، وكثر العلم الكثير في الجرم اليسير ليكون على وجه الدهر خزانة للغني والفقير .ولما كان هذا الكتاب بهذه المنزلة،فقد  قام خالد بن عمر بن عمار العلمي الجزائري بإخراجه في حلة تليق به 

نبذة من حياة الشيخ خليل بن إسحاق

هو خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب الجندي الكردي أصلا، المصري منشا ووفاة ، المالكي مذهبا. ويلقب بضياء الدين وغرس الدين ، ويعرف بالجندي لانه كان يلبسزيهم .   

الشيخ خليل بن إسحاق، الفقيه والمحدث واللغوي نشأ  في بيت علم وصلاح. درس وتعلم منذ نعومة أظفاره وكان معروفًا بالجد والاجتهاد في اكتساب المعرفة. قام بدراسة الفقه المالكي واللغة والحديث مع عدد من المشايخ العلماء.

في بداية القرن الثامن الهجري، شارك الشيخ خليل في جهاد تحرير الإسكندرية وظل يلبس لباس الجندية حتى توفي.

قام بالتدريس في المدرسة الشيخونية، حيث اشتهر بتعليم الفقه والحديث واللغة. وكان له تأثير كبير في تخريج العلماء والطلاب.

ألَّف الشيخ خليل العديد من الكتب، منها شروحاته على كتب النحو والفقه والحديث. أيضًا قدم مساهمات هامة في مجالات متعددة من العلم، واشتهر بمختصره في الفقه المالكي الذي أصبح مرجعًا مهمًا في المدارس الإسلامية.

توفي الشيخ خليل بن إسحاق في ربيع الأول من العام 776 هجريًا، وكانت جنازته حضرها عدد كبير من الناس الذين أظهروا احترامهم ومودتهم له بسبب مكانته العلمية والدينية العالية في القلوب